Resim
2019-09-02

فريق الترجمة - أوراق عربية

 

 

يطلق تعبير "المبتدئين الزائفين" على الطلاب الذين يمتلكون معرفة قليلة جدًا بلغة ثانية وذلك بسبب تعرّضهم للغة إما من الإنترنت ووسائل الإعلام أو أنهم قد بدأوا بدراستها في مرحلة سابقة من حياتهم ولكنهم لم يكملوا ذلك لسبب أو لآخر. وعلى الرغم من تعرّضهم  المسبق للغة إلا أنهم لا يستطعون أداء أي وظائف لغوية باللغة الثانية كإلقاء التحية أو استخدام كلمات وأفعال بسيطة. وقد يسبّبُ وجود هذا النوع من الطلاب المبتدئين الإرباك لمعلم اللغة وخاصة إذا وجدوا ضمن مجموعة من المبتدئين الحقيقيين. ولذلك نقدّم إليك بعض النصائح التي يمكنك من خلالها التعامل معهم وتحقيق والتي من شأنها أن تساعدهم على تحقيق أكبر قدر من التعلم خلال المستويات الأولى:

 

 

1. ضع أولويّات لأهداف التعلّم

لدى المبتدئين الزائفين معرفة لغوية قليلة جدًّا، هذا يعني  أنه لا يمتلكون قاعدةٌ معرفية للبناء عليها. بطبيعة الحال ستبدأ معهم بالأساسيات، لكن فكّر فيما يحتاجون إلى معرفته أوّلًا. هل من المعقول أن تبدأ معهم بقائمة لأصناف الأطعمة؟ أو الألوان أو الأرقام؟ غالبًا ليس هذا هو الخيارُ الأمثل. ما هم بحاجة إلى معرفته أوّلًا هو كيفيّة التعريف بأنفسهم وتحيّة الآخرين. وفي حالة اللغة العربية، من المنطقي بعدها البدء بتدريس "ياء النسبة" والحديث عن الجنسيات.

اجعل أولويّتك هي اللغة والمفردات التي هم بحاجة إليها أوّلًا وقبل كلّ شيء.

 

2. لا تفترض شيئًا

لا تضع افتراضاتٍ حول ما يعرفه طلّابك. افترض أنّهم لا يعرفون أيَّ شيء. على سبيل المثال، للتدريب على ياء النسبة يمكنك أن تسألَهم عن جنسيّاتهم، لتجد حينَها أنّهم لا يعرفون كيفيّة التعبير عن جنسيّتهم. ينبغي، إذن، تعليمهم أسماء الدول والجنسيّات أوّلًا، ومِن ثمّ ممارستها مع الياء المشددة. وينطبق هذا الأمر على العديد من الكلمات والتعبيرات الأخرى. لا تفترض أنّ طلابك سيكونون قادرين على تقديم الإجابة لسؤال" كيف حالك؟" لن يعرف المبتدئون الزائفون كيفيّة الإجابة ما لَم تكن قد قمتَ بتعليمهم هذا الأمر تحديدًا.

 

3. قابل الإنجازات الصغيرة بحفاوة كبيرة

سيستمر المبتدؤون الزائفون بإخباركأنّهم لا يتحدّثون يستطيعون التحدّث باللغة حتى نهاية المستوى المبتدئ! إلّا أنّ ما يعنونه هو أنّهم لا يتحدّثون بطلاقة، أو لا يتحدّثون كما تتحدّث أنت على سبيل المثال؛ ولكن كن على يقينٍ من وعيهم بإمكانيّاتهم وما يستطيعون القيامَ به. لو تعلّموا في أوّل يومٍ من الدراسة كيفيّةَ التحيّة باللغة العربية، فاختتم هذا اليوم بالاحتفاء بهذا الإنجاز بالقول مثلًا ”أهنّئكم على هذا! يمكنكم الآن التعريف بأنفسكم وتحيّة بعضكم البعض بالعربية“. حوِّل تركيزَهم عمّا لا يمكنهم القيام به إلى ما يستطيعون فعله. لقد ثبت أنّ هذا الأمر مشجّعٌ بصورة هائلة.

 

4. وظّف حواسَّهم

قد لا يكون لدى المبتدئين الزائفين المعرفة الكافية لفهم الشرح والمرادفات والتعريفات، أي كلّ ما تصفه بالكلمات. يمكنك، عِوضًا عنها، أنْ توظّف حواسَّهم لتحقيق أقصى قدرٍ ممكنٍ من التعلّم. أيسر ما يمكنك استخدامه مع المبتدئين هو الأدوات البصريّة، مثل البطاقات التعليميّة. ولكن لا تنسَ أنْ تُضمِّنَها العديدَ من الإيماءات والإشارات وعناصرَ من الحياة والواقع. سيُتيح لك استخدامُ الأجسام الواقعيّة توظيفَ العديد من الحواس في ذات الوقت، وغالبًا ما تكون أكثر تشجيعًا على المشاركة من الصور ثنائية الأبعاد. ولا تنسَ استخدامَ أشياء يمكنهم شمّها وتذوّقها أيضًا!

 

5. حاول شرح المعاني من خلال تمثيلها، وليس بالكلمات

لأن طلابك لم يقرؤوا كثيرًا من النصوص بعد، فإنّ حصيلتهم اللغوية ليست كبيرة. حاول أن تُقلِّل من الحوارات والمحادثات المقروءة، وعِوضًا عن ذلك قم بتمثيل هذه المواقف. لكن ضع في اعتبارك الآتي: عندما تُعلِّمهم كيفية الرد على سؤال [كيف حالك؟]، هل ستجعلهم يقرؤون هذا المقطع القصير أوّلًا أم ببساطة ستقوم بتمثيله مباشرة؟ بالطبع سيكون من الأفضل كثيرًا أن تُريَهم كيفية الرد على هذا السؤال. ينطبق هذا على معظم التعبيرات والمصطلحات والمواقف التي يجب عليهم تعلُّمها.

 

6. اعتمد على ما تعلّموه سابقاً

من الضروري بالنسبة للمبتدئين تمامًا أن يُراجعوا باستمرار ما تعلّموه سابقًا، لذا ابدأ كلَّ درس بمراجعة مختصرة. يمكنك أيضًا إعادة استخدام المرادفات التي سبق أنْ تعلَّموها في دروس سابقة وإدراجُها في درس جديد. لنقل مثلًا أنك تُعلمهم كيفيّةَ السؤال عن الاتجاهات. بإمكانك اتّباع الطريقة التالية لشرح الدرس: يسير أحمدُ (أحد الطلاب) في الشارع برفقة صديقه حسام (أحد الطلاب)، وعندما التقوا ياسرَ مصادفةً (أحد الطلاب)، صديقِ أحمد، عرَّفَ أحمدُ ياسرَ بحسام (وهنا سيراجع الطلاب الدرس الخاص بكيفية التعريف بشخص ما)، ثم سألَهم ياسرُ عن الاتجاهات.

 

7. كن واقعيًّا

لا يعني كونُ طلابك ما زالوا مبتدئين تمامًا أنه لا يمكنهم التعامل مع مواقف من حياتهم الحقيقيّة. عليك الالتزام بالتدريس من خلال السياقات الحياتيّة، وطرح أمثلة كثيرة من المواقف اليومية الواقعية، والاستعانة بأمور حقيقيّة قدرَ الإمكان. فحتى لو كانت الخرائطُ أو المطوِيّاتُ أو دلائلُ الإرشادات الحقيقيّةُ مليئةً بالمصطلحات التي لا يفهمونها، إلّا أنّه ما يزال ضروريًّا أن تساعدَهم في التعامل مع هذا النوع من الأشياء بكلّ دقّة. مثلاً وضِّح لهم كيفية تحديد المعلومات التي قد يحتاجونها، مثل رقم الهاتف أو العنوان أو الموقع الإلكتروني. وتأكّد من أنهم يُدرِكون أنه لا ضَيرَ من عدم قدرتهم على قراءة الكتيِّب كله، وإنّما المهم أن يتعلّموا استقاءَ المعلومات الضرورية لهم من بين المكتوب.

 

عند إنهاء طلابك المبتدئين تمامًا مساقَهم، ربما تجد أنهم ما زالوا يخجلون من الإفصاح عن "تحدُّثهم" اللغة العربية. لا بأس بذلك على الإطلاق، تبدو فكرة "تحدُّث اللغة العربية" مُبهَمةً للغاية أصلًا في هذا السياق. حاوِل أيضًا تزويدَهم ببعض الأمثلة المحدَّدة لما يُمكنهم القيام به في اللحظة الحالية، مِن قَبيل الذهاب للتسوق بمفردهم أو طلب المساعدة أو طلب الطعام في المطعم، وغيرها من المواقف. وذكِّرهم أنّهم الآن أفضل بكثير من قبل، حين كانوا لا يُدركون كثيرًا من اللغة العربية وتعبيراتها ومفرداتها. أخبِرهم أنهم طلّابك الأبطال، لقدرتهم على تعلُّم الكثير من الكلمات والمرادفات ولتغلُّبهم على عائق اللغة. عندها سيشعرون هم أنفسُهم أنهم حقًّا أبطال!